أنا من مواليد فانكوفر – كندا ، وقمت بالإنضمام للعمل مع جنرال موتورز منذ 37 عاماً. فى البداية بدأت العمل بقطاع خدمات المبيعات والتسويق بالشركة والتى إمتدت لمدة 17 عاماً حتى عام 2004 ، ثم إنتقلت إلى العمل بسنغافورة لأكون مسؤولة عن قطاع التسويق لأسواق (Asia Pacific) والتى تشمل كل من الصين ، أستراليا ، نيوزيلاندا ، الهند ... وما بينها من دول أخرى ، ولأنتقل إلى الصين بعدها بعام (2005) ، حيث أصبحت شنغهاى هى المقر الإقليمى للشركة بذلك الوقت ولأستمر حوالى 6 سنوات هناك فى مسؤولية المبيعات الدولية وتطوير شبكة الأسواق بتلك المنطقة وخاصة مع تنامى أعمال شيفروليه وكاديلاك. جاءت الخطوة التالية بالإنتقال إلى مدينة ميامى بولاية فلوريدا الأمريكية لأكون مسؤولة عن قطاعات التسويق والمبيعات بأسواق أمريكا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط ، وهى السنوات التى بدأت فيها بالتعامل مع السوق المصرى والأفريقى ومكتب الشرق الأوسط بدبى. ومع مرور ما يقرب من 5 سنوات أخرى ، قمت بالإنتقال مجدداً إلى مكتب شنغهاى الرئيسى للمجموعة حيث كنت مسؤولة عن قطاعات التسويق عالمياً لأسواق أوروبا ، آسيا ، أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب أمريكا ، ثم جاءت الخطوة التالية لمدة 4 سنوات لأكون مسؤولة عن علامة شيفروليه بالسوق الصينية لمدة 4 سنوات تالية ، وبعام 2016 قمت بالعودة إلى موطنى كندا لأكون مسؤولة عن قطاع التسويق والمبيعات المركزية للشركة ... وتبتسم هنا وتقول: " إعتقدت أن أسفارى ستنتهى عند هذا الحد " فيما توالت المهام الدولية مع نهايات 2016 ليتم إستدعائى لمهمة رئيس قطاع التسويق الدولى بمكتب دبى الإقليمى المسؤول عن الأسوق الأفريقية والشرق الأوسط. وأخيراً ، ومنذ ما يقرب من عام تم نقل المسؤوليات إلى رئاسة جنرال موتورز مصر كما تشاركوننى الآن.
إذاً، دعينا نبدأ بما قمت بمواجهته من تحديات عند وصولك لمهمتك الأحدث مع "جنرال موتورز مصر"؟
إنك تعلم أنه مع كل فرصة جديدة .. توجد تحديات ، ولكن دعنى فى البداية أن أشير إلى تحدى عالمى قد طال العالم كله وهو الوضع الإقتصادى الذى تأثرت به أغلب دول العالم وليس مصر فقط ، وبالتالى ما إنعكس من هذه التأثيرات على الصناعة عالمياً ومحلياً فى مصر ، ولكن دعنى أؤكد على أن أهم تحدى نعمل عليه هو الوصول بنسبة إنتاج كمى بتشغيل المصنع تصل إلى 100%... نعم أعلم أنه نادراُ ما كان يصل إلى هذه النسبة ، ولكننا مع إختيار عدد من الطرازات المستهدفة لملء هذه النسبة ، ومن جانب آخر البدء فى تطبيق إستراتيجية الدولة للتصنيع التى ستنقلنا إلى مستوى أفضل .. فأعتقد أنه ستكون الفرصة ملائمة لتحقيق هذا التحدى ، وبالوقت نفسه سيساهم هذا بخلق المزيد من فرص العمل لدينا بقطاع السيارات وخاصة مع كون جنرال موتورز مصر هى أقدم صانع خاص للسيارات فى مصر منذ عام 1983 والتى بدأت أولى إنتاجها عام 1985 ، فيما تزيد نسبة 90% من مبيعاتها من السيارات كمنتج منها محلياً ، كما تساهم بحجم يزيد عن 30% من مبيعات السيارات المنتجة محلياً بمصر بالكامل.
أعتقد أن هذا سؤلاً فى غاية الأهمية ، وخاصة مع مناقشاتنا المستديمة هنا بجنرال موتورز مصر – تحضيراً لمستقبلنا بهذا الإتجاه – إننا نحتاج فى البداية أن نوسع من حجم تصديرنا .. وخاصة مع تتحلى به مصر من موقع إستراتيجى ومثالى يخدم من توجهنا هذا ، وخاصة أن مصنعنا يعد الوحيد التابع لمجموعة جنرال موتورز فى قارة أفريقيا ، وأن أقرب المصانع له توجد بقارة آسيا ، وهو ما يمكن أن يعطينا فرصة لخلق منطقة لوجيستية وإستراتيجية للتصدير إلى باقى الدول الأفريقية ودول الشرق الأوسط .. وهو الأمر الذى سيجعلنا نهتم بتنوع طرازاتنا المستهدفة – بخلاف التجارية منها - التى لن تكون مخصصة للسوق المصرية فحسب ، بل وأيضاً لأسواق التصدير المستهدفة..
إنه حقاً سؤال مثير للأهمية ، ولكننا لم نتخذ أية قرارات بهذا الإتجاه وخاصة مع تصنيف هذه الفئة بمحدودية الطلب عليها ، ونحن نستهدف بالمقام الأول العمل على الفئات واسعة الإنتشار بين المستهلكين ، وهو الأمر نفسه الذى ينسحب على تصنيع بيك أب شيفروليه الحالية (الدبابة) مع كابينة مزدوجة.
بالعودة إلى السيارات الكهربائية ، هل تم إتخاذ القرار بخصوص فئة السيارة التى سيتم تصنيعها محلياً على خطوط الشركة فى مصر؟إننا نعمل على دراسة أفضل الفئات التى يمكنها أن تتناسب مع عملائنا المستهدفين ، ومن ثم سيتم إتخاذ قرار تصنيعها عند الوصول للصيغة والشكل النهائى لتلك السيارة ، والتى ستكون متوافقة مع متطلبات الأسرة المتوسطة وكذلك نكون قادرين على إنتاجها بحجم تجارى واسع وإقتصادى بنفس الوقت ، وخاصة مع أهمية تحقيق وفورات جيدة منها بالمقارنة بإستيرادها من الخارج – وبدون ضرائب جمركية – علاوة على أهمية توافر الفرص لتصديرها.... فى الواقع أنا أأمل أن نكون أولى الشركات تصنيعاً فى مصر للسيارات الكهربائية.
كما تعلم أن "كاديلاك" التى أعلنا عن عودتها خلال شهر نوفمبر الماضى .. تمتلك العديد من الطرازات وليست (ليريك) فقط التى قمنا بتقديمها والتى ستصل إلى 5 سيارات كهربائية بالوصول إلى عام 2025 وهو ما يعد تنوع كبير من هذه العلامة بالسوق المصرية ، وبالتالى فذلك يعد بدوره نوعاً من التنوع لما نقوم بتقديمه مع "المنصور للسيارات" ، فى الوقت نفسه نحن نبحث معهم عن سيارات أخرى يمكن أن تمثل لنا فرص إيجابية إضافية لتلبية إحتياجات عملاءنا بالسوق المصرية للسيارات.
أخيراً سيدة/ نيشى ، ما هى أحلامك المستقبلية للخمسة سنوات المقبلة؟
أحلم أن أساهم فى توسعة حجم المصنع ، ومن ثم زيادة محفظة منتجاتنا التى نقدمها للسوق وأن يساهم ذلك بدوره فى خلق فرص واعدة للتصدير، وبالطبع إستقطاب كوادر جديدة للعمل معنا ... وهو ما أتمنى أن يشيد به الأجيال القادمة التى ستنتمى إلى هذا الصرح العملاق.